أشار الباحثون في أبحاثهم ودراساتهم إلى فوائد الضحك الكثيرة بدءا من تقوية جهاز المناعة، مرورا بتقليل الرغبة في تناول الطعام لمن يريد إنقاص وزنه، وصولا إلى تقليل الشعور بالألم، كما أن هناك نظرية علاجية في عالم المعالجة والتطبيب هي "نظرية الفكاهة أو الضحك" تساعد على الشفاء السريع.
وللضحك والفكاهة فوائد جمة منها:
- يقلل تركيز مستويات الهرمونات المسؤولة عن التوتر كهرمون الكورتيزول والأدرينالين، ويزيد في المقابل من تركيز الهرمونات المعززة للصحة كهرمون الإندورفين. ويزيد من عدد الخلايا الدفاعية في الجسم ويرفع مستوى فاعليتها، الأمر الذي يؤدي إلى نظام مناعي أقوى واستسلام أقل للتوتر.
- يسمو الضحك بالجسد والعواطف ويطهر الروح من أعماقها ليمحو أي دنس أو مشاعر سلبية منها؛ فهل أحسست يوماً برغبة شديدة بالضحك، وإلا فإنك ستبدأ حالاً بالبكاء؟! أو هل أحسست بارتياح داخلي وطهارة بعد الضحك؟! هذا هو ما يقصد بالضبط.
- يعد الضحك تمرينا للأعضاء الداخلية للجسد؛ فالضحك الفعلي الذي تحس فيه بحركة معدتك يمرن الحجاب الحاجز، وغشاء المعدة ويقلص الكتفين، وهذا يريح العضلات، كما أنه تمرين جيد لعضلة القلب أيضاً.
- يحوّل تركيز الشخص عن الشيء الذي يغضبه أو يجعله يحس بالذنب أو التوتر، أو يثير أي عواطف سلبية كالحزن والكراهية، ويلعب لتحقيق ذلك أفضل الأدوار.
- تشير الدراسات إلى أن ردود أفعال الأشخاص للأحداث غير السعيدة والتي تسبب التوتر، قد تؤخذ بشكل يختلف من شخص إلى آخر، فقد يعتبرها البعض أنها خطر يهدده، أما آخرون فقد يأخذونها على أنها تحدٍ يستطيع أن يثبت به ذاته؛ ومن هنا نجد أن الضحك وروح الفكاهة يجعلاننا نرى المواقف كتحديات أو مواقف إيجابية لا كمخاطر وتهديدات.
- لا ننسى أيضاً فوائد الضحك الاجتماعية، فهو يجعلنا نتواصل مع الآخرين، كما أنه معدٍ، فإن أنت استطعت أن تجلب المزيد منه لحياتك، فإنك بذلك تساعد من حولك على الضحك أكثر من دون وعي؛ وبالتالي تكون قد جعلتهم يجنون من فوائده الجمة وحسنت مزاجهم وجمّلت الجلسة وطوّرت علاقتك معهم وزدت من تواصلكم معاً.
كيف نضحك؟
- مشاركة الأصدقاء ومن نحب بالضحك: فمرافقة هؤلاء لمشاهدة فيلم كوميدي أو للعب لعبة مثلاً، يضاعف الضحكات بسبب الخاصية المعدية للضحك؛ فأنت ستضحك وأنت برفقتهم أكثر مما ستضحك لو كنت وحدك، فقد تتبادلون النكات والخبرات، وتعلقون على بعض المواقف، ما يثير الرغبة في الضحك أكثر، وحتى أن هذا قد يستمر لبعد فترة من انتهاء هذه المواقف عندما تتذكرونها معاً.
- حاول أن تبحث عن روح الفكاهة في حياتك، بدلاً من أن تحبط نفسك بالمنغصات، فتعلم أن تضحك على هذه المنغصات، بدلاً من أن تغضب بسببها، انظر إلى الوراء قليلاً، واضحك على ما أصابك يوماً بالتوتر والغضب، وصغ هذا الموقف على شكل قصة مضحكة تقصها للأصدقاء واضحكوا معاً...، إن تعودت على هذا فستلاحظ أن هذه لم تكن إلا مواقف صغيرة، وستتمكن كذلك من محو الأحداث السيئة من حياتك لتحتفظ فقط بالمواقف الجميلة.
- اسمح لنفسك أن تتظاهر بالضحك أحياناً لتثير الضحك الحقيقي، فقد أثبتت الدراسات النتائج الإيجابية للابتسامة سواء أكانت مزيفة أو حقيقية، والضحك كذلك، لذا حاول أن تبتسم أو تضحك حتى لو لم يكن هذا من قلبك لتجني من الفوائد العظيمة للضحك ولتتوصل للضحك الحقيقي.